Description
فما زالت الدراسات التاريخية تنهد إلينا بكل ماهو جديد مستمدة أود صلبها مما خلفه الارث الحضاري للأمة العربية الإسلامية. وفي محفل هذا الارث الحضاري تظهر لنا بحوث ودراسات متتبعة لمناهج المؤلفات التاريخية مؤكدة على اهمية الدور الذي تقدمه في الكشف عن جهود العلماء العرب والمسلمين ومقيدة للاسس التي اعتمدها أصحاب هذه المؤلفات بغض النظر عن مدى رصانتها أو غثها وسمينها فهذا شأن آخر ينهض به النقد التأريخي لمحتويات هذه الأعمال.
ونظرا للقيمة العلمية لكتب التراجم وما تمتاز به كونها مصدرا علميا لشخصيات الأمة واخبارها وما شهدته عصورهم من احداث لا يمكن بكل حال إلا أن تكون مرجعا مهماً للتوثيق الامين او التاصيل المعتمد في البحث الجاد كما انه لا يمكن التغافل عما تشكله هذه المؤلفات من مادة تحتوي أخبار القرون بشكل عام وأحيانا تغوص في تفاصيل الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بكل جزئياتها.
ورغبة مني في دراسة هذه الكتب وبيان مدى أهميتها جريا على خطى أساتذتي الافاضل الذين درسوا الطبري وابن الجوزي والذهبي وابن كثير والدينوري………الخ.
فقد شرعت بالبحث والاسترشاد فكان تقدير الله (عزّ وجل) أن يقع اختياري لمؤلف جمع تراجم واخبار القرن العاشر الهجري ممثلة بالاعلام الذين ترجم لهم أيا كانوا. وكان هذا المؤلف هو (النور السافر عن أخبار القرن العاشر للشيخ عبد القادر العيدروسي (ت1038هـ/1629م) إذ ان امثال هذه المؤلفات كانت عاملا مهما في القاء الضوء على ماكان يدور في هذا القرن وخصوصا وان مؤلفه من اعلام المتصوفة في الهند. فوجدت أن هذه الدراسة المتواضعة ستضيف شى إلى المكتبة العربية الإسلامية من ذكر التصوف في شبه القارة الهندية وكذلك كون الشيخ لم يتم التطرق له من قبل أي باحث اكاديمي سبق جهدي المتواضع هذا.
وأود الأشارة الى أن منهجي في هذه الدراسة كان منهجاً وصفياً تاريخياً، لا يخلو في بعض المواطن من مداخلات تحليلية لبعض الأحداث التاريخية.
وقد اقتضى سير الكتاب أنْ يكون مشتملاً على ثلاثة فصول صدرتها بمقدمة واعقبتها بخاتمة فيها اهم نتائج البحث ثم ثبت المصادر والمراجع.
خصصت الفصل الأول:- لدراسة عصر العيدروسي وسيرته حيث وقفت على الحياة السياسية والاجتماعية والفكرية وكذلك سيرة العيدروسي وتضمنت اسمه، كنيته، ولقبه، نسبه ونسبته، ومولده، نشأته، واسرته، وفاته، وشيوخه، وتلاميذه، وأقوال المؤرخين فيه، ورحلاته، ومؤلفاته والتعريف بكتاب ” النور السافر ” من حيث ضبط عنوانه ونسبته ودوافع تأليفه، وتاريخ تأليفه وأهميته ومخطوطاته وطبعاته والذيول التي ألفت عليه، وترتيبه وتقسيمه.
أما الفصل الثاني: فقد تناولت فيه الحديث عن منهج العيدروسي في كتابه النور السافر عن أخبار القرن العاشر وجاء بقسمين :
تضمن القسم الاول عرض عناصر الترجمة التي تشمل: على ذكره للوفاة وما يتعلق بها، والاسم وتوابعه، مولده، ثقافته، شيوخه، تلاميذه ومصنفاته، واقوال العلماء فيه، وقيامه بالحج، وكراماته ومجاهداته، والوظائف والمهن ورحلات في طلب العلم والأشعار ومتفرقات أخرى
أما القسم الثاني فقد عرض منهجه في المرويات التي اوردها من خلال استشهاده بالقرآن الكريم والحديث النبوي الشريف والشعر والامثال وكذلك مروياته المدونة المسندة وغير المسندة واستشهاده بالمرويات الطويلة والقصيرة وذكره للمواضيع الجغرافية والأحداث والطبيعة وذكره للأحداث السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
أما الفصل الثالث: فقد اقتصر على بيان موارده وتنوع مستوياتها التي كان منها: موارده المدونة والشفهية من شيوخه وتلاميذه، والمصنفات السابقة له متناولا فيها الاشارة إلى المصادر، بداية النقل ونهايته، ونقد المصدر، والأخذ عن الشيوخ والرواة والمشاهدة والمعاصرة، والاعلام الذين ورد ذكرهم في الكتاب.
Reviews
There are no reviews yet.